الكاتب : عبد الكريم بكار
دار النشر : دار السلام
عدد الصفحات : 105 صفحة
الأفكار الأساسية :
في ظل الظروف الاجتماعية و الاقتصادية الصعبة للدول
الإسلامية و كذا التمازج الثقافي الذي نعيشه اليوم، فإن الأسر تواجه تحديات كبيرة في
إيجاد وجهة لها و في تربية أبنائها على النحو الصحيح. و هذا ما جعل الكاتب ينشر كتابه
هذا ليودع فيه بعض القيم و النصائح التي قد تضيء طريقنا و تساعدنا للوصول إلى بر الأمان.
يحتوي الكتاب على أربعة أجزاء كما سنشرح في ما يلي.
رؤيتنا
في هذا الجزء، حاول الكاتب رسم ملامح لصورة الأسرة
المسلمة المتميزة، و لذلك اقترح مجموعة من المقومات و المبادئ جمعها في إحدى عشر نقطة.
1. أسرة مرجعيتها الإسلام : فالأسرة المسلمة يجب أن تكون فخورة باتباعها لهذا الدين، فتعمل على تطبيق
تعاليمه في الإيمان و القول و العمل.
2. كل المكاسب و الخسائر في
هذه الدنيا مؤقتة و محدودة : فالمسلم يعرف أنه في هذه الدنيا عابر سبيل،
لذا لا يجب أن يحزن على ما يواجهه من مصاعب و لا يحسد غيره على ما يملكون، و لا يتكبر
و يغتر لما أصابه من الخير و النجاح.
3. كل محرم موصول بشكل من
أشكال الضرر : فكل ما حرمه لله علينا من ماديات و معنويات حرمه لحكمة منه سبحانه، لذلك
يجب أن نبتعد عنه و ننتهي عن القيام به.
4. مصلحة أسرتنا هي عين مصلحة
أمتنا : فعلاقة الأسرة بالمجتمع هي علاقة الجزء بالكل، فإذا كانت أسرنا مبنية
على أساس متين، فإن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على المجتمع، و العكس صحيح.
5. لدى أطفالنا أمور كثيرة
لا ينضجها إلا الزمن : وهذا يعني أن الأبناء
قد يخطئون عن دون قصد و يجب التسامح معهم و الصبر عليهم.
6. نحسن وعينا بأنفسنا عن
طريق المقارنة بنظرائنا :
فعلى الأسرة المسلمة أن تكون واعية بأوضاعها و أحوالها،
فتقارن نفسها بمثيلاتها و لكن في ما فيه النفع ليدفعها ذلك إلى التنافس، و ليس في الماديات
و سفائف الأمور.
7. نعرف أن زماننا صعب و لذلك
نعد له أطفالنا على نحو أفضل :فالأطفال هم أهم استثمار للأسرة المسلمة، لذا يجب
تعليمهم روح العمل و المثابرة و الاستقامة و حب العلم.
8. معظم التحديات التي تواجه
أسرنا داخلية :قد تكون بعض المشاكل التي تعاني منها الأسر خارجية،
و لكن أغلب المشاكل و أهمها تنبع من الداخل، فعلى الأسر إذن أن تحاول بناء البيت من
الداخل إن أرادت مواجهة بقية المصاعب.
9. نؤمن أن المستقبل الجيد
لا يولد من واقع رديء :صحيح أن المستقبل لا يعلمه إلا الله، و لكنه من
واجبنا أن نتخذ الأسباب الكفيلة لضمان مستقبل أفضل لأبنائنا، و ذلك بالتخطيط و ترشيد
القرارات و العيش وفق مراد الله.
10. نحاول معرفة الفرق بين
ما هو كائن و ما ينبغي أن يكون : يجب أن توثق الأسرة العلاقة بين أفرادها و توطد التواصل بينهم، مما يمكنها
من النقد البناء لوضعيتها و محاولة تخيل رؤية لما تطمح أن تكون عليه.
11. التفسيرات الخاطئة هي
أكبر مصادر التضليل : فمعظم المشاكل التي
تطرأ في الأسرة هي من جراء التأويل الخاطئ لأفعال و أقوال أفرادها تجاه بعضهم البعض.
فمن الواجب على كل منا الاستماع إلى الآخر و تقديم الأعذار له و الاعتذار في حالة الفهم
الخاطئ.
قيمنا
حيث أن الأخلاق و القيم هي أساس الأسرة و المجتمع،
فإن على كل أسرة تحديد القيم التي تناسبها لتحقيق أهدافها، و بما أن القيم و الأخلاق
تختلف من أسرة إلى أخرى و من مجتمع إلى آخر، فإن الأسرة المسلمة يجب أن تستمد منظومة
قيمها من الإسلام و تعاليمه. و في هذا الجزء، ركز الكاتب على تسع قيم هي:
1. ننوي الخير، و نحرص على
نقاء سرائرنا :فالمسلم يجب أن ينوي الخير لنفسه و لغيره، و لا
يجعل الغاية التي يريد الوصول إليها ذريعة لاتخاذ وسائل غير مشروعة.
2. التطوع هو مصدر رفاهيتنا
الروحية :فكما أننا نشعر بالرفاهية عندما نستمتع بالكماليات المادية كأن نركب سيارة
فاخرة أو نلبس ثيابا أنيقة، فإن رفاهيتها الروحية تتجلى في القيام بالكماليات الدينية
أي النوافل و المستحبات كالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و إماطة الأذى عن الطريق...
3. المروءة و سمو الذات :يذكر الكاتب هنا مظاهر عديدة تدل على المروءة، مثلا: ترك التدخل في أمور
الغير، و سعة الصدر، و الابتعاد عن مواقف الريب، و النظافة، و مراعاة الأعراف، و احترام
الآخرين و التسامح معهم...
4. نتحرى الصدق في كلامنا :فالصدق هي من أعظم القيم و هي أساس الثقة بين الناس، لذا على الآباء تعليم
الأبناء الصدق منذ نعومة أظفارهم و ذلك باعتماده منهجا للتعامل داخل الأسرة.
5. نحرص على الكسب المشروع :فالإسلام يحض كثيرا على الكسب الحلال و يعاقب من يخالف هذا الأمر. فمن
واجب الأسرة المسلمة أن تحرص على أن يكون ما تجنيه حلال طيب بالرغم من صعوبة الظروف.
6. لا نساوم على مبادئنا و
لا على كرامتنا :ففي ظل العولمة التي نعيشها، يجب على الآباء أن
يربوا أبناءهم على التشبت بمبادئهم و التضحية بالمصالح الدنيوية من أجل الجزاء الأخروي.
7. لا نصبر على الظلم :فداخل الأسرة المسلمة، يجب أن تسود قيم العدل و الإنصاف و الوقوف بجنب
المظلوم في وجه الظالم، حتى يتمكن الأبناء من جهل هذا منهج حياة يطبقونه مع باقي أفراد
المجتمع.
8. نحترم النظام :فالفوضى و العشوائية هي من العوامل الأساسية لتخلف البلدان، و النظام
سبب رئيسي في تقدمها، و من بين الأمور التي تحتاج إلى تنظيم داخل الأسرة : أوقات الوجبات
و أوقات الدراسة و النوم و مشاهدة التلفاز...
9. نرتقي بلغتنا :و هذا يعني تهذيب أسلوبنا في الكلام و تحري الصدق و تجنب الغيبة و هجر
الكلام الفاحش و البعد عن السب و الشتم...
علاقاتنا
إن علاقة الطفل بأفراد أسرته هي التي تحدد فيما
بعد علاقته بأفراد المجتمع، لذا وجب التركيز على مجموعة من النقاط الرئيسية هي:
1. علاقتنا مع من حولنا فرع
من علاقتنا بخالقنا :فالحب في الله هي أساس علاقتنا مع بعضنا و عو المعيار
الذي يجب أن نركز عليه عند تعاملنا مع الآخرين.
2. لا نتوقع من بعضنا الكثير :لا يجب أن يكون هدف الآباء من تربية أبنائهم هو تدليلهم و كسب تعاطفهم
و إنما إعدادهم لتحمل المسؤولية و الاعتماد على النفس، مما يجعلهم مستغنين عن الناس،
و هي قيمة حثنا عليها الرسول صلى الله عليه و سلم.
3. نعترف بأخطائنا و نعتذر
عنها :فالخطأ وارد بين أفراد الأسرة، و لكن المهم هو الاعتذار عند الخطأ و عدم
الإصرار عليه.
4. أساس الأسرة زوجان متحابان :فإذا كانت العلاقة بين الزوجين مبنية على المحبة و الاحترام المتبادل
و التضحية، فإن كل هذه الصفات ستنتقل بصفة غير مباشرة إلى الأبناء.
5. التسامح استدراك على القصور :فكل واحد منا يمكن أن يخطئ و يحب أن يصفح عنه، فلماذا إذن لا نصفح عن
الآخرين و نتسامح معهم؟ و بذلك نكون قد تخلقنا بخلق مهم من أخلاق الإسلام.
6. نتعامل و نتصرف في ظل الاعتقاد
بوجود الوفرة و الرخاء :فعلى الآباء أي يربوا أبناءهم على قيم القناعة و
التفاؤل و أن يتحدثوا أمامهم أن الخير وفير.
7. الاحترام المتبادل يولد
لدى أطفال الأسرة حساسية إيجابية نحو الناس جميعا :فعلينا أن نعلم أبناءنا احترام الآخرين
مع اختلاف ثقافاتهم و أفكارهم، فالله كرم الإنسان و أسجد له الملائكة و فضل الناس بعضهم
على بعض بالتقوى و العلم لا باللون و العرق.
8. الاشتراك في العبادة و
التعلم :فمن واجبنا القضاء على روح الفردية التي سيطرت على أسرنا، و إعادة روح
العمل الجماعي و الاتحاد و ذلك بالقيام بأنشطة مشتركة سواء منها الدينية أو الدنيوية.
9. نمارس النقد في إطار المحبة :فالنقد شيء محمود لو أنه تم في إطار من المحبة و الاحترام و التهذيب،
و لذلك يجب أن نعطي لأبنائنا مساحة من الحرية ليعبروا عن آرائهم و لو كانت تخالف آراءنا،
و أن نشجعهم على النقد البناء.
مهماتنا
حتى تقوم الأسرة بتحسين أوضاعها، فإن ذلك لن يكون
عن طريق الشعارات و الأمنيات، و إنما باتخاذ المبادرات العملية و المشروعات الملموسة.
و بعض هذه المهمات التي ذكرها الكاتب هي:
1. تأهيل الأولاد للحياة :إذا أردنا أن يعيش أبناؤنا حياة سعيدة و ناجحة على المستوى الشخصي و الروحي
و العملي فإن علينا أن نشرح لهم طبيعة الظروف التي يعيشونها و الصعوبات التي يمكن أن
يواجهوها و نشرح لهم طبائع الناس و أخلاقهم، و نعلمهم طبيعة الحياة الأسرية حتى نحضرهم
لتكوين أسرهم فيما بعد.
2. نسعى إلى أن نكون أسرة
ناجحة :و هذا النجاح لا يكون إلا في إطار تطبيق مجموعة من القيم هي:
- التمسك بتعاليم الشريعة
- تمجيد قيم الإنجاز و العمل
- حل الخلافات الأسرية دون تدخل خارجي
- محاولة السكن في منطقة جيدة، ما أمكن.
- جعل الجدية سمة عامة للتعامل
- التشجيع على تحصيل العلم
- رعاية مواهب الأبناء
3. تدبير الشأن الداخلي بكفاءة :و هنا يركز الكاتب على الشأن المادي و يحث على التحلي بالقيم التالية:
- الإيمان بأن الله هو الرزاق
- نحن مملوكون لله و يجب أن نتصرف وفق قوانينه
- العمل من أجل كسب الرزق عبادة و قربة إلى الله
- الصدقة و البر و صلة الأرحام باب من أبواب الرزق
- نسعى لأن يكون لدينا فائض من المال
- إيثار المنتجات الوطنية بالاستهلاك
- محاربة السمنة و اختيار أغذيتنا باهتمام
- في حالة فقدان العمل، العمل على ترقية المهارات
4. الفائض الأسري :عندما تقوم الأسرة بتنظيم شؤونها على نحو جيد، فإنها تجد فائضا من الوقت
و الجهد و المال و الفكر و العلم لتقدمه للآخرين، و من طرق توظيف الفائض إدخال السرور
على الآخرين و تقديم النصح لهم و مساعدتهم ماديا..
آمال