بينما كنت أتصفح الإنترنت ذات يوم، وجدت أنه من بين الكتب الأكثر مبيعا في معارض المملكة العربية السعودية رواية لكاتب مغربي كانت قد حصلت سنة 2011 على الجائزة العالمية للرواية العربية، و هذا ما جعلني أتجه إلى قراءة الأدب المغربي الذي لا أعرف عنه الكثير، فبدأت أولا بقراءة هذه الرواية، ثم أتبعتها بروايتين أخريتين، و في ما يلي نبذة عن كل رواية و تقييمي الشخصي لها.
الرواية الأولى
أحداث الرواية تدور في مدن مغربية كثيرة ( الرباط، سلا، الدار البيضاء، مراكش، فاس، وليلي). و فيها يصف بطل القصة، و هو كاتب صحفي، واقعه مع الأشخاص الذين يحيطون به، مركزا بالدرجة الأولى على الأجيال الثلاثة في أسرته، و المتمثلة في أبيه الذي أضاع ثروته كلها بعد أن عمل جهدا كبيرا لجمعها، و في ابنه الذي أصبح متطرفا و ينتمي إلى جماعة إرهابية دون أن يلاحظ أبواه ذلك، و فيه هو الذي فقد حاسة الشم فجأة فتبلدت معها مشاعره و فقد كل إحساس بالآخرين و بما يحيط به من أحداث.
و ناقش الكاتب على لسان شخصيات الرواية التغيرات التي شهدتها مدينتا الرباط و سلا خاصة من ناحية العمران، و الأوضاع الأمنية و السياسية و الاجتماعية في المغرب في الآونة الأخيرة.
تقييمي للرواية الأولى
أولا: أسلوب الكاتب ليس أسلوبا أدبيا بليغا، بل هو أسلوب عادي يستعمل فيه الكاتب مرارا اللغة العامية ربما لإضفاء بعض الواقعية على القصة، و لكني شخصيا لا أحبذ هذا النوع من الأسلوب.
ثانيا: الحديث عن التغيرات السياسية و الاجتماعية و العمرانية التي طرأت على الواقع المغربي لم يتناول بشكل درامي و أدبي عبر قصة لها عقدة و حل و فيها إثارة و تشويق، بل كان تناولا سطحيا رتيبا يظهر في شكل مناقشات غير مترابطة ببعضها و خارجة عن إطار القصة.
ثالثا: الواقع الذي يتحدث عنه الكاتب لا يمت بصلة للواقع الذي أعيشه شخصيا، فواقع الكاتب واقع يسود فيه الانحراف و الجريمة و العلاقات الغير شرعية و الانتحار و الشذوذ. و بالرغم أني لا أنكر وجود هذه النماذج في المغرب، و لكني أتساءل :ألم يكن في استطاعة الكاتب أن يقدم و لو شخصية إيجابية واحدة ؟ شخصية تبعث الأمل في نفوس القراء و تثبت أنه بالرغم من كل الأزمات التي يمر بها المغرب، يظل هناك أناس شرفاء و مكافحون؟ ما لا أفهمه إذن في طرح الكاتب هي هذه الرؤية السوداوية التي ينظر بها إلى الواقع الذي نعيشه، و كأنه في محاولته للتعبير عن هذا الواقع، غض الطرف عن فئة كبيرة من المغاربة الذين ينتمون إلى نفس هذا الواقع.
الرواية الثانية
في هذه الرواية، يسلط الكاتب الضوء على حياة أشخاص جمعتهم عمارة واحدة، و في كل فصل من الرواية، تحكي كل شخصية قصتها و علاقتها بالشخصيات الأخرى من وجهة نظرها هي. و تتناول الرواية بالخصوص مشكل البطالة و الفقر التي يعيشها المغرب، و كيف حاولت كل واحدة من هذه الشخصيات التكيف مع هذه المشكلة و الخروج من الظروف الصعبة التي تعيشها.
تقييمي للرواية الثانية
أولا : كما في الرواية الأولى، يعتمد الكاتب كثيرا على اللهجة العامية، و هذا في نظري ينقص من قيمة الكتاب.
ثانيا : أعجبتني فكرة أن تقوم كل شخصية بسرد قصتها من وجهة نظر مختلفة، و كأن الكاتب بذلك أراد أن يرسم لوحة بانورامية للقصة و يحيط بكل تفاصيل الشخصيات.
ثالثا : لاحظت أن الرواية تدور حول مبدأ واحد هو مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، فكل شخصيات الرواية بدون استثناء لم تجد حرجا في التخلي عن أخلاقها و مبادئها و كرامتها في رحلتها إلى الهروب من الفقر، بل و الأكثر من ذلك أنها أوجدت لذلك أعذارا و اقتنعت بها.
رابعا : مرة أخرى، لا وجود لأي شخصية إيجابية في الرواية، و كأن المغرب يخلو من أشخاص شرفاء يتقون الله و يصبرون على الواقع المرير الذي يعيشونه محتسبين أمرهم لله، و يفضلون الموت جوعا على أن تمس كرامتهم أو تضيع أخلاقهم و دينهم، و يحاولون الخروج من واقعهم هذا بكل ما أوتوا من قوة. إن هؤلاء ليسوا أبطالا خارقين، بل هم أناس حقيقيون موجودون على أرض الواقع و في نظري هذه الفئة من المجتمع هي التي تستحق أن نتحدث عنها و نسلط الضوء على تجربتها حتى تعطي الآخرين بوادر الأمل و تبعث فيهم اليقين بأن التغيير ممكن و تلهمهم لإيجاد حلول لمشاكلهم.
الرواية الثالثة
هي سيرة ذاتية للكاتب، يتحدث فيها عن مراحل طفولته و مراهقته، و عن معاناته في ظل الفقر و الجوع و الجهل و الأمية و انعدام الوعي.
تقييمي للرواية الثالثة
أولا: تغلب على الرواية اللهجة العامية مرة أخرى، و لكن هذه المرة بشكل يبتعد كثيرا عن الهدف من الأدب و هو في نظري الرقي بالذوق الإنساني لا الانحطاط به.
ثانيا: صحيح أني أتفهم كم المعاناة و الألم التي عاناها الكاتب في طفولته و التي جعلته يلجأ إلى أبشع الوسائل ليعيش، و لكني لا أرى الفائدة من وصف هذا الواقع كما هو ببشاعته و قبحه. ألم يكن يستطيع الكاتب أن يركز على الخطوط العريضة و يتجنب الدخول في تفاصيل تخدش حياء القارئ؟ ففي الرواية مشاهد ساخنة كثيرة لم أر أنها أضافت شيئا للقصة بل جعلتها تغوص في عالم من الابتذال و السوقية لم أر مثله من قبل حتى في الأدب العالمي.
ثالثا : يتعمد الكاتب إظهار الواقع بنظرة سوداوية متشائمة. و قد عجبت كيف أنه أنهى روايته فجأة عندما لاح له بصيص الأمل الذي سيجعله يغير حياته، فالكاتب ظل أميا حتى بلغ سن العشرين، و لكنه بمساعدة أحد الأشخاص الذين تعرف عليهم لاحقا، قرر أن يتعلم. و لكن للأسف بدل أن يستمر الكاتب في وصف التغيير الإيجابي الذي حدث له و يجعل الناس يستفيدون من تجربته الشخصية و يتفادون الأخطاء التي ارتكبها، آثر أن ينقل فقط الجانب القاتم من حياته و الذي لا يفيد القراء شيئا بل قد يؤثر عليهم سلبا خاصة المراهقين.
خلاصة عامة
لا أدري صراحة ما هذا الحظ العاثر الذي جعلني أقرأ هذه القصص واحدة تلو أخرى! ففي كل مرة كنت أحاول فيها أن أكون إيجابية و متفائلة و أتوقع أن أقرأ أدبا مغربيا راقيا ذو قيمة و رسالة و هدف سام، كنت أصطدم بالأمر الواقع و أجد أن الكاتب لا يرى في المغرب إلا ذلك الجانب المظلم الكئيب و تلك الصورة القاتمة المحبطة.
و لست هنا أستنكر نقل هذا الواقع بل الطريقة التي
ينقل بها، فبدل أن يكون كتابنا منارات يضيئون عقول الناس و يرفعون من الذوق العام للمجتمع
و ينشرون ثقافة الجمال و يرسخون الأخلاق الحميدة و الأفكار الداعية إلى التغيير و التطور،
فإنهم يختارون الطريق السهل و ينقلون الواقع كما هو بكل سلبياته و يكرسون ثقافة القبح
و الابتذال و ينحطون بالذوق العام و يؤثرون سلبا على المجتمع.
و هنا أقتبس ما قاله مالك بن نبي في كتابه
"في مهب المعركة" عندما تحدث عن فلسفة الإنسان:
و في رحلات العرب إبان العصر الذهبي، مثل رحلات ابن بطوطة و المسعودي و أبي الفداء فإننا لا نجد فيما يكتبون عن الشعوب و القبائل البدائية المكتشفة أي ثرثرة تشوه إنسانية هذه الشعوب، و لا نرى في اتصالهم بها أي آثار للكبرياء في علاقات الإنسان المتحضر العربي إزاء الإنسان البدائي، و لا نجد فيما كتبه الرحالة العرب المصطلحات الدارجة التي تعبر عن الإنسان بالتشويه، و السخرية و الاحتقار مثل العبارات التي أوجدتها لغة الاستعمار للتعبير عن الإنسان المستعمر....فهذه الأشياء الطفيفة تحمل أثرا أعمق لفلسفة الإنسان من تلك الكلمات المنمقة، التي تعبر بها عن تلك الفلسفة، البلاد التي أعدت مصطلح هذا المفهوم بحرفه، و زهدت في معناه، كما هو أعمق من هذا المفهوم نفسه، في ضمير أولئك الكتاب الذين لا يستطيعون أن ينظروا إلى الإنسان، دون أن يحاولوا هتك حرمته و المس بعرضه، مثل زملائهم، أولئك الفنانين و المخرجين السينمائيين، الذين لا يلقون نظرتهم على الحياة الإنسانية، دون أن ينزعوا عنها برقع حيائها، فتراهم يركزون عدسات كامراتهم، على أكوام المزابل و النقائص و الأسمال و الجروح... بدعوى أنهم يخرجون أفلاما للاستعلامات! أو أنهم واقعيون.
فكم نشعر باحتقار هؤلاء الأدباء و الفنانين للإنسان لأنهم يقدرونه بتقدير "الكم". هذا "الكم" الذي أراد أن يعبر عنه بلغته مخرج أمريكي مقتدر، في فيلم أخرجه أخيرا يقول أحد أبطاله في حوار مؤثر : إنما الإنسان نقطة حقيرة على وجه الأرض.... أما الإسلام فقد أعطى للإنسان كل حجمه في ضمير المسلم، لأنه وضع قيمته في هذا الضمير، لا على تقدير الكم و لكن على أساس غيبي يجعلها قيمة لا متناهية.
و بالرغم من أن بن نبي هنا يتحدث عن الفرق بين نظرة
المستعمر للإنسان و نظرة المسلمين له، إلا أن هذا القول الآن قد ينطبق على بعض الكتاب
الذين حذوا حذو الغرب في نظرتهم الدونية للإنسان و في عدم احترامهم لمشاعر القراء و
في نقلهم البذيء للواقع أحيانا و في نشرهم لمبادئ قد تقضي على المجتمع من جذوره.
و لكني بالطبع لا أقصد كل الكتاب المغاربة لأني لم أقرأ إلا للقليل منهم، و آمل في القريب العاجل أن أقرأ كتبا أخرى أكثر إبداعا و أعلى ذوقا و أسمى رسالة .
آمال
السلام عليك امال
ReplyDeleteاحييك على المقالة المفيدة التي كتبتها و التي ان دلت على شيء فانما تدل على انك قارئة متميزة، قادرة على التحليل و النقد و ليست قارئة سلبية مستسلمة تتخذ من القراءة وسيلة للتسلية. كما انني معجبة باسلوبك الجميل الواعد. اما بالنسبة الى مضمون المقال، فلي بعض الملاحظات:
- في بادئ الامر ارى ان العنوان لا يتفق كثيرا مع المضمون، فانت كما اشرت لم تقرئي سوى عددا يسيرا من الروايات المغربية فلا يمكنك ان تحكمي على الأدب المغربي كله، نعم لقد اشرت لذلك فيما بعد، و لكني كنت اتمنى لو يكون العنوان اكثر بساطة كتجربتي مع ثلاث روايات مغربية مثلا، فنحن كقراء لا بد و ان نحكم على كل كتاب فكم من كاتب وفق في مؤلف و لم يوفق في اخر، كما ان فكر الكاتب يتغير احيانا فللحكم على فكره و جب الأطلاع على اكثر اعماله ليستبين لنا الفكر جليا، فكيف الحكم على الأدب كله و لو بنظرة خاطفة كما ذكرت.
- ثم في مسالة النظرة الدونية و الابتدال الذي يمارسه بعض الكتاب بدعوى الابداع و حرية الرأي، فالأدب العالمي مليء به و لا يقتصر على المغرب، و لقد سبق و ان قرات روايات عالمية نالت جوائز و تشريفات و صدمت كثيرا لانني في نهاية المطاف لم ارى سوى كتاب لبسوا نظارات لا تظهر لهم سوى الشر و البؤس و القدارة، مع انني ، وهذا شيء ذكرته ايضا في المقال، ارى ان هذا اسهل الطرق للابداع فكانك حملت مصورة فيديو و تنقلت في الحانات و دور الدعارة و تجسست على كل شخص لتفضح اخطاؤه و عثراته ؛ في حين ان الابداع هو ان ترى الجمال و تريه و تعلمه، و ترتقي بالانسان، فان ذكرت اخطاء المجتمع وهذا ضروري ايضا فعلى الاقل اقر انها اخطاء و لا ابررها و استعمل ابداعي في طرح حلول و بدائل.
- ثم اريد ان اشير انني ايضا قرات روايات جميلة احيانا تكون كئيبة و لا اوافق على افكارها الفلسفية و لكن لها قيمة من الناحية الأدبية و ناجحة و تناقش مواضيع انسانية مهمة ولكن بطريقة راقية و مبدعة دون ان يغتصب فيها الوقار و تستباح فيها الأعراض و اذكر على سبيل المثال: الجريمة و العقاب، كانديد، العجوز و البحر، مؤلفات اكاتا كريستي، مؤلفات نجيب الكيلاني، فرانكانشتاين، زاراديتش، الخيميائي، وغيرها كثير
- و اخيرا اقول لك انه عندما يتكرر معي هذا الأمر فانني احيانا اعرض عن بعض الكتاب لان الأمر يصبح محبطا و احيانا مضرا بالصحة النفسية ، لكنني مع ذلك اؤمن ان الانسان عليه ان ينفتح و يتحمل كل الافكار يا اما للاستفادة منها او نقدها كما فعلت، غير ان طريقتي في قراءة هذه النوعية تكون مكوكية حتى لا اضيع وقتي الذي يمكن ان استغله في كتب تبني شخصيتي و عقلي ووجداني و توجد لي بصيصا من النور في قلب الظلام.
أهلا رشا
Deleteأشكرك جزيل الشكر على مشاركاتك القيمة دائما و ملاحظاتك المفيدة لي و لباقي القراء.
1. في ما يخص عنوان المقالة، فقد أشرت أنها "نظرة خاطفة" و ليست "نظرة معمقة"، ثم إني ذكرت الأدب المغربي في العنوان لأن اختيار الروايات التي قرأتها كان عشوائيا و لكن ضمن ما هو منتشر مؤخرا بين القراء أو ما أخذ جوائز و ما ذاع صيته، و بمحض المصادفة، وجدت أنها تدور كلها في قالب واحد، و هذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن هناك نزعة مشتركة بين بعض الكتاب المغاربة إلى التركيز على بعض المشاكل و المواضيع بعينها، و على العموم لو لم تكن هذه المواضيع هي التي تلقى اهتماما كبيرا لما كانت اشتهرت بل و حصلت على جوائز. و لندع جانبا الأدب و ننظر إلى حال السينما التي من المفروض أنها ترتكز على الكتابة أيضا، و هنا نجد كذلك أن كل المواضيع تصب في نفس النسق المتشائم و المبتذل. و لكني أعود لأؤكد أن هذا لا ينطبق على جميع الكتاب، فمن المؤكد أن هناك فئة تقاوم المغريات و ليس همها الشهرة فقط، بل تحاول نقل رسالة ذو قيمة للمجتمع. و كما ذكرت أتمنى أن أقرأ قريبا لهذه الفئة من الأدباء لأكتب عنهم كذلك.
2. أوافقك الرأي أن الأدب العالمي أيضا لا يخلو من الابتذال أحيانا و لكن ما تضمنته الرواية الثالثة يفوق بمراحل ما يوجد في أي رواية سبق لي قراءتها، لقد تعدى كل الخطوط الحمراء خاصة و أنه يوجه هذا الأدب إلى مجتمع مسلم إن لم يكن يحكمه الدين، فإنه محكوم بالعرف و التقاليد التي تمنع بتاتا هذا النوع من الانحلال الخلقي، و هذا ربما ما استفزني إلى كتابة هذه المقالة حتى أحذر من خطورة هذا النوع من الكتابة (فمن الصعب علي وصفه بالأدب) التي في ظاهرها تتحدث عن الواقع و تنقله بكل نزاهة، و في باطنها تخرب المجتمع بضخ أفكار مسمومة تجعلهم يركزون على غرائزهم و تمنعهم من الرقي بفكرهم و عقلهم.
3. نعم، هناك بعض الروايات و إن كانت تدور حول فكرة خلاقة و مبدعة و تتضمن مواضيع هامة، إلا أنه يغلب عليها طابع الكآبة و الحزن، و هذا قد يؤثر على عقلنا اللاواعي بشكل سلبي دون أن نلقي بالا إلى ذلك، فأنا أتفق معك إذن في أنه من الأفضل قراءة هذه الكتب بسرعة حتى لا تؤثر سلبا على نفسية القارئ.
السلام عليك امال اريد فقط ان اضيف على كلامك انه مثلا في السينما نلاحظ ان الفنانين العرب و جلهم لكي لا اعمم يجعلون السينما مرادفة للابتدال الكلامي في السيناريو واقحام مشاهد خارجة عن سياق الأحترام و كان الفيلم السينمائي لا تكون له كائنة بدون هدا الأبتدال. غير ان الا ستثناء يشير الى العكس فكم من فيلم سينمائي يكاد يخلو من الابتدال لكنه غاية في الأبداع و يحمل رسالة راقية و فرجته ممتعة ، و اظننا قد تحدثنا عن بعضها في اقات سابقة:
ReplyDeleteTrade,Women, Matherhood, Poursuite of Happiness, Blind side ...
وهي افلام امريكية جميلة جدا و تحمل رسائل مهمة